الأنبا بيشوى: أؤيد رفض «الأزهر» المساس بالأديان.. وعقائد المصريين «خط أحمر»
أصدر الأنبا بيشوى، سكرتير المجمع المقدس مطران دمياط وكفر الشيخ، بياناً أمس، أكد فيه أنه يتفق مع بيان مجمع البحوث الإسلامية الصادر أمس الأول، والذى طالب عقلاء مصر ومفكريها ومثقفيها من المسلمين والمسيحيين بأن يعتبروا العقائد الدينية للمصريين جميعاً خطاً أحمر لا يجوز المساس به من قريب أو بعيد.
وقال بيشوى: «رأيت من واجبى حرصاً على سلامة الوطن بمسلميه ومسيحييه، وحماية الوحدة الوطنية، أن أعلن أننى دائماً على المناداة بمبدأ عدم التجريح فى الأديان ورموزها وعدم المساس بالديانة الإسلامية على وجه الخصوص لأن إخوتنا المسلمين هم شركاء فى الوطن ولأن تعاليم السيد المسيح والآباء الرسل تدعونا إلى احترام الآخر وعدم المساس به».
وأضاف سكرتير المجمع المقدس «لقد أكدت على هذه المبادئ فى اللقاء الموسع للعقيدة فى الفيوم فى محاضرتى فى موعدها مساء يوم الأربعاء ٢٢ سبتمبر ٢٠١٠»، مشيراً إلى أنه «لم يرد ذكر القرآن فيما تكلمت به فى هذه المحاضرة، سوى أننا قد شجبنا فكرة بعض الغربيين المتطرفين فى حرق نسخ منه، كما أننى لم أذكر المسلمين أو الإسلام فى نفس هذه المحاضرة إلا فى تأكيدى على أهمية حماية المسجد الأقصى والحقوق العربية فى القدس».
ولم يعلق الأنبا بيشوى فى بيانه على ما ورد فى نص مكتوب لإحدى محاضراته التى تم توزيعها ضمن الكتاب الرسمى للمؤتمر، التى تساءل فيها عما إذا كانت إحدى آيات القرآن الكريم «قد أضيفت إليه بعد وفاة النبى»، مما أثار انتقادات واسعة النطاق.
فى سياق متصل، كشف مصدر مقرب من البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، عن أن البابا قرر الظهور فى عدة لقاءات تليفزيونية، خلال الأيام القليلة المقبلة، لتخفيف حدة التوتر الناتجة من تصريحات بيشوى.
وأوضح المصدر أن البابا «كان قد طلب من بيشوى الخروج فى وسائل الإعلام والاعتذار عن سوء الفهم الذى حدث، ولكنه رفض، مما دفع البابا إلى اتخاذ قرار الظهور بنفسه، بعد تفاقم الأزمة، وبحثها بشكل رسمى فى الأزهر».
وأضاف المصدر أن الكنيسة متخوفة من استخدام بيان الأزهر للمطالبة بمحاكمة الأنبا بيشوى، خاصة بعد تردد أنباء عن أن عدداً من المحامين المتقدمين ببلاغات ضد بيشوى يعتزمون الاستناد إلى اتهام مجمع البحوث الإسلامية له «بخدمة الأهداف العدائية المعلنة عالمياً على الإسلام والمسلمين وثقافتهم وحضارتهم»، للمطالبة بإحالته للمحاكمة، كاشفاً عن أن البابا أصدر أوامره بألا يتكلم أى أسقف أو كاهن عن هذه الأزمة، وألا يعلقوا عليها حتى تهدأ الأمور.
من جانبه، قال كمال زاخر، منسق العلمانيين الأقباط، إن «الصدمة التى أنتجتها تساؤلات بيشوى أفاقت المجتمع على تفشى ظاهرة التراشق بين الأديان والتى يجب مواجهتها من جذورها».
وأضاف: «ظهور البابا فى التليفزيون أكبر دليل على وجود أزمة، رغم أنه ظهور متأخر مثلما حدث فى معالجة جميع الأزمات الكنسية السابقة بما يكشف عن وجود قصور فى معالجة الازمات داخل المؤسسة الكنسية»، مشدداً على أنه «أصبح من الضرورى إبعاد سكرتير المجمع المقدس عن المشهد الكنسى بعد المشاكل الأخيرة التى أثارها وتؤكد أنه يستعذب صناعة الأزمات».